دوسلدورف ليست عاصمة الولاية فحسب، بل عاصمة الثقافة أيضاً لكونها موطناً للمتاحف والمعارض والأوبرا والمسرح ذات الطراز العالمي. فالمدينة تمتلك تراثًاً فنياً منذ زمن طويل.
يمكن مشاهدة الفن والثقافة في كل مكان في مشهد مدينة دوسلدورف - فهما جزء أساسي من الحمض النووي للمدينة. وتعود جذور دوسلدورف كمدينة فنية إلى عام 1960 والأمير الناخب «يوهان فيلهلم » (Johann Wilhelm)، المعروف باسم «يان فيليم» (Jan Wellem). فقد حولها هذا الحاكم المستنير وزوجته «آنا ماريا لويزا دي ميديسي» (Anna Maria Luisa de´ Medici) من مدينة نائمة على نهر الراين إلى مركز للفن والثقافة. وإلى اليوم لا تزال دوسلدورف تحتل مكانة خاصة مع ما تقدمه من العديد من المتاحف والمعارض الفنية في الأماكن العامة، بحيث لا يوجد مكان آخر يتجذر فيه الارتباط بالفن بعمق كما هو الحال هنا.
يعرض معرض مجموعة فنون ولاية نوردراين-فستفالن (Kunstsammlung NRW) فن القرن العشرين والواحد والعشرين، وتتميز معارض قاعة الفن كونست هاله (Kunsthalle) بكونها حديثة للغاية ودائماً تنبض بما هو عصري، ويتخصص منتدى ولاية نوردراين-فستفالن (NRW-Forum) بالتصوير المعاصر، بينما يعتبر قصر الفن كونست بالاست (Kunstpalast) ببساطة مكاناً يستحق الزيارة لمشاهدة المعارض المؤقتة ومجموعة روبنز (Rubens) التي تم إنشاؤها من قبل يان فيليم وتمتد اللوحات والفن التصويري والمنحوتات والمعروضات الزجاجية في مجموعة المتحف من العالم القديم وحتى القرن الحادي والعشرين. ولدى الزوار فرصة تقييم الفن المعاصر في الجولة السنوية لأكاديمية الفن الشهيرة كونست أكاديمي (Kunstakademie). فهنا يتم عرض نجوم مستقبل المشهد الفني.
ويعتبر تصميم إن أوربيت (in orbit) للفنان توماس ساراسينو (Tomás Saraceno) في متحف (K21 Ständehaus) مثيراً للاهتمام جداً، وخاصة بالنسبة للشباب، حيث يمتد 2500 متر مربع من الشبكات الفولاذية الشفافة فوق الساحة. في دوسلدورف لا يقتصر الأمر على عرض الفنون المرئية فقط، بل أيضاً الفنون المسرحية. ففي قاعة تون هاله (Tonhalle) الجميلة هناك حفلات موسيقية منتظمة لمقطوعات موسيقيين تمتد من باخ وحتى بيتهوفن، ومن برامز وحتى بروكنر. وتشتهر دار الأوبرا الألمانية على نهر الراين (Deutsche Oper am Rhein) بعروض الأوبرا التي تقدمها وكذلك بشركة الباليه اللامعة جداً. وفي دار رقص ولاية نوردراين-فستفالن (Tanzhaus NRW) يمكن للمرء مشاهدة رقصات على أعلى المستويات. عاوة على ذلك، يُعتبر شاوشبيلهاوس (Schauspielhaus) واحداً من المسارح الرائدة باللغة الألمانية. ومع خط فيهرهان (Wehrhahn) الجديد، تكون دوسلدورف قد حولت محطات قطارات الأنفاق إلى أعمال فنية.